الغابون .. إرث الرئيس عمر بونغو الثقيل
الغابون دولة افريقية , تقع على خط الإستواء على ساحل غرب أفريقيا , وتشرف على المحيط الأطلسي , تحدها غينيا الإستوائية و الكاميرون شمالاً , و الكونغو جنوباً وشرقاً , والمحيط الأطلسي غرباً ، أهم مدنها عاصمتها ليبرفيل ، وبورت جانتيل ، وفرانسفيل , بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية , منحت فرنسا الغابون الاستقلال الذاتي , ضمن المجموعة الفرنسية عام 1958, إلى أن نالت الاستقلال التام في 17 آب عام 1960، وانتخب زعيم الاستقلال ليون مبا رئيساً للجمهورية , ثم تسلم رئاسة الوزارة بنفسه في12شباط 1961, وتعرض حكم الرئيس ليون مبا لمحاولة انقلابية في شباط عام 1964, كادت تطيح به , لولا تدخل قوة جوية فرنسية , استطاعت قمع المحاولة , وإعادته إلى منصبه , و بقي رئيساً للبلاد حتى وفاته عام 1967, فخلفه نائبه ألبرتو بونغو .
اتبع الرئيس بونغو بعد توليه حكم البلاد في تشرين الثاني عام 1967, سياسة سلفه في الحفاظ على تحالف قوي مع فرنسا , وقام بتحويل البلاد إلى نظام الحزب الواحد عام 1968, بعد تأسيس الحزب الديمقراطي الغابوني بزعامته , وعقب اعتناقه الدين الإسلامي عام 1973, أصبح اسمه عمر , وعمل على ترسيخ مظاهر الاستقرار السياسي في البلاد , وأرسى قواعد الاقتصاد الحر , وتمتعت الغابون خلال سنوات حكمه الأولى باقتصاد قوي , وتطوراً في مختلف الميادين , لكنه بدأ يواجه عدة حركات معارضة منذ عام 1985, كان مقرها في باريس , أطلقت على نفسها اسم الاتحاد الشعبي الغابوني , و على الرغم من حدوث بعض الاضطرابات في البلاد ، لكن محاولات المعارضة لزعزعة النظام القائم كانت ضعيفة , و كانت فرنسا تتدخل في الوضع لصالح ذاك النظام , كما شهد الاقتصاد تراجعاً كبيراً , فبدأ الرئيس بونغو ينتقل بالبلاد إلى الحكم الديمقراطي والتعددية السياسية منذ عام 1990, حيث أقر دستوراً جديداً يعطي الشرعية للأحزاب السياسية , وأجريت أول انتخابات عامة و رئاسية متعددة عام 1993, فاز بها الرئيس بونغو, وحزبه الحاكم , إلا أن الرئيس بونغو واجه اضطرابات حادة في العاصمة عام 1994, دفعته إلى عقد مؤتمر للسلام , تمخض عنه تشكيل حكومة ائتلافية , وفي عام 1996, أجريت انتخابات تشريعية ثانية في ظل التعددية , بعد تعديل دستوري , وفاز بها حزبه , وفي 13 كانون الأول عام 1998, فاز الرئيس بونغو بولاية دستورية جديدة , تمتد لـ7 سنوات , تبدأ من عام 1999 , بعد حصوله على نسبة 67 % من الأصوات , و أعيد انتخابه في30 تشرين الثاني عام 2005, وسط احتجاجات شعبية معارضة لإعادة انتخابه , و عانت البلاد من ركود اقتصادي عميق بسبب الفساد الذي استشرى في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس بونغو , و في أيار عام 2009, علق مهامه كرئيس للدولة بعد تدهور حالته الصحية , و سافر إلى الخارج للعلاج حتى توفي في 8 حزيران من العام ذاته , تاركاً إرثاً ثقيلاً لخلفه , حيث الاقتصاد المتهاوي , و الفساد المستشري , فالبلاد التي خضعت طيلة ما يقارب 42 عاماً لحكمه المستقر و تجربته الطويلة من الصعب أن تحافظ على ذلك الاستقرار في ظل الرئيس الجديد , و كإجراء مؤقت , أقيمت رئيسة مجلس الشيوخ روغومبي رئيسة انتقالية للبلاد لحين إجراء الانتخابات الرئاسية في 30 آب من ذاك العام حيث فاز علي بونغو وزير الدفاع و نجل الرئيس الراحل على الرغم من احتجاجات المعارضة على ما ادعت أنه تزوير في نتائج نلك الانتخابات , و جاء إعلان المحكمة الدستورية في 14 تشرين الأول عام 2009, لصالح انتخاب الرئيس علي بونغو , بعد طعون عدة قدمتها المعارضة ضد نتيجة الانتخابات .