كل يوم بيموت شهيد كل حزن بقاله عيد
بكرة أصبح ليه بعيد مهما أدور مش لاقيه
الألم والخوف قاتلني وأنت جي عاوزني أغني
هغني غصب عني بس قولي هغني إيه
كل شيخ له طريقة والحقيقة مفيش حقيقة
ولعوا فينا بحريقة وقعدوا يتناقشوا في إيه
دمنا أصبح مباح والوطن بقى مستباح
ده بقوة السلاح اللي كسروا عينينا بيه
كل يوم الدم نازل في المنازل والشوارع
والغضب أصبح زلازل والأمل مش بنلاقيه
كل ظلمة تروح لظلمة والحكام سكتة ومسالمة
نفسي حد يقولها كلمة إنتوا تقولوا إيه
الصديق الأمريكاني بعد ما احتاجني رماني

هذه الكلمات المعبِّرة جداً عن واقع الحال المصري اليوم، أعاد النجم
الممثل خالد الصاوي إطلاقها من جديد بصوته، وعلى صفحته في "الفايس بوك"،
باعتبارها لسان حال المصريين والعرب في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر
بها المنطقة العربية عموماً وجمهورية مصر العربية بوجه خاص، بعد ما حصل في
تونس، وبعد إشارات لا تقل شأناً من الأردن واليمن ولغيرها...

فالتظاهرات المصرية التي انطلقت يوم الثلاثاء 25 كانون الثاني وما تزال
تداعياتها مستمرة بانتظار تحقيق الهدف المعلن (الشعب يريد إسقاط النظام)
هذه التداعيات لم تكن بعيدة عن الفنانين المصريين الذي كان لبعضهم دوره وسط
حشود المثقفين، حيث شاهدنا بعض الوجوه المعروفة في مقدمة هذه الحشود في
عدد من المناطق الحيوية ، وفي مقدمها ساحة "ميدان التحرير" التي فاقت
الجموع فيها المائة ألف متظاهر....

خالد الصاوي أو " جمال عبد الناصر" حسب فيلم "ناصر"، والمعروف فعلاً
بميوله الناصرية التي يجاهر بها، كان من ضمن الفنانين المعبرين عن تضامنهم
مع الانتفاضة الشعبية، وهو بالرغم من اف في التوجهات بينه وبين أنصار
المرشح للرئاسة المصرية محمد البرادعي المعادي لثورة يوليو بقيادة الرئيس
جمال عبد الناصر والأقرب إلى المعسكر الأمريكي، كما بدا واضحاً من خلال
أدائه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التقى هذه المرة مع الممثل خالد
أبو النجا الذي يُعتبر من جماعة "الحركة المصرية للتغيير" بقيادة
البرادعي... خالد تعرض خلال مشاركته بالتظاهرات للاختناق بفعل القنايل
المسيِّلة للدموع، وكلنا نذكر موقفه إلى جانب أقباط مصر يوم تعرضوا
للاعتداء الأخير (أمواج غطت نشاط أبو النجا في حينها).

من الأسماء الأخرى المشاركة: جيهان فاضل، بسمة،عمرو واكد،(قام بتوزيع مياه
الشرب على المتظاهرين مع شقيقه محمد واكد) والمخرج أحمد ماهر، والسيناريست
والمخرج عمرو سلامة وغيرهم..

على نقيض الفنانين المصريين المشاركين برز موقف مغاير لنجم الكوميديا عادل
إمام الذي طالما التقى في توجهاته مع توجهات الرئيس المصري حسني مبارك،
أعلن إمام استنكاره لهذه الانتفاضة التي شهدتها مصر، بحجة أنها حفلت بمن
أسماهم "المندسين" الذين لا يمتون للشعب المصري بصلة، داعياً "أبناء الشعب
المصري للتحلي بالصبر وعدم الانصياع إلى أوامر المناهضين لحضارة مصر
ورقيها"!!!!!

عادل إمام، الذي كان له في الماضي القريب موقفه المشابه بعيداً عن الصف
القومي، وذلك خلال إلقاء القبض على من أسماهم النظام المصري الآيل إلى
السقوط اليوم بـ"خلية حزب الله"، وهم بعض الشبان المناصرين للثورة
الفلسطينية، والداعمين لفك الحصار عن غزة، وكما بالأمس اعتبر "زعيم
الكوميديا" القيِّمين على "تظاهرات الغضب" هذه في الشارع المصري "جهلاء لا
يدركون حقيقة الدور الذي تتحمله مصر" مندداً بكل ما يحصل بهدف الإطاحة
بنظام الرئيس حسني مبارك، قائلاً إن هذه الأعمال عبثية يقودها أفراد مندسون
وأيادي خفية لا تريد لمصر أن ترى النور!!!

عادل إمام الذي نوَّه كعادته بسياسة الرئيس مبارك قائلاً إنها "حفظت مصر
طوال فترة حكمه لها،على عكس العهود الماضية التي حفلت بالحروب التي أنهكت
مصر وشعبها"، اتهم المثقفين المعارضين بالمرتزقة بقوله: "هناك أشخاص بيأكلو
عيش من الهجوم علي مصر" لكنه عاد، وفي اتصال هاتفي له مع "قناة العربية"،
ومع إحساسه بقرب نهاية النظام المصري ورحيل مبارك، للتراجع عن مواقفه هذه
محاولاً بشتى الطرق إعطاء كلامه هذا بعداً مغايراً معتبراً أن كلامه كان
موجهاً لبعض الذين حرفوا التظاهرات عن مسارها من لصوص ومندسين، وأهم ما
قاله إمام بعد نفي كل ماورد على بعض مواقع الإنترنيت على لسانه:

- من حق الشباب التعبير عن أنفسهم والمطالبة بما يريدون. واعتبر ان ما
يحدث من تظاهرات واحتجاجات مختلفة من الممكن أن يكون درساً عظيماً للدولة
والمتظاهرين معاً فيما لو تم التعامل معها بشكل ايجابي.!

من جهته المخرج المصري خالد يوسف، حصر همه بداية بالتنبيه لمحاولات سرقة
محتويات المتحف الوطني المصري، معلناً التحذير من تكرار ما حدث في متاحف
العراق مع المتاحف المصرية.

وقال إن المتحف المصري هو من أكبر وأهم المتاحف بالقاهرة، بما يحتويه من
آثار فرعونية (تابوت توت عنخ آمون ومومياء رمسيس الثاني وملوك العصر
الفرعوني)

وسط هذه العينة أو تلك لا يلوح في الأفق أي موقف لبعض الإعلاميين
المحسوبين تماماً على النظام المصري والذي فاقوا عادل إمام عداءً لكل ما هو
قومي وثوري في المنطقة، وفي الطليعة الموقف من المقاومة اللبنانية
المنتصرة على إسرائيل، ومن بين هؤلاء عمرو أديب، وشقيقه عماد الدين، في حين
قام الإعلامي الكبير حمدي قنديل بأكثر من حركة احتجاجية كان أولها توجيه
بلاغ إلى النائب العام، المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، بالاشتراك مع
بعض الناشطين والحقوقيين، اتهموا فيه وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى،
ومدير أمن القاهرة، وجهاز مباحث أمن الدولة، باستخدام القوة المفرطة ضد
المتظاهرين واحتجاز أعداد كبيرة منهم، وتسليم الجرحى إلى أقسام الشرطة
لإعادة سجنهم....