عبد الحميد دشو
عيون اون لاين
 5
 15
 44
 
 
|  موضوع: في ذكرى الثورة .. الجزائر بين الأمس و اليوم 2009-11-01, 21:05 | |
|  في ذكرى الثورة .. الجزائر بين الأمس و اليوم
لاشك أن الجزائر ذلك البلد العربي الكبير الذي عانى من الاستعمار الفرنسي مدة 132 عاماً أي منذ عام 1830 إلى أن نالت الاستقلال عام 1962, له في قلوب جميع العرب مكانة خاصة كونه قدم أكثر من مليون شهيد في سبيل نيل الاستقلال , و أصبح بعد استقلاله داعماً لكل القضايا العربية , و خاصة في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين , و اليوم إذ نستذكر تلك الثورة المجيدة التي اندلعت في مثل هذا اليوم 1 تشرين الثاني عام 1954, فإننا نقول أن تلك الثورة قدمت نموذجاً طيباً لجميع حركات الاستقلال ضد المستعمرين , و نالت من جراء قوتها و زخمها معظم الدول الافريقية استقلالها , إذ سارعت فرنسا بعد اندلاع الثورة إلى التفاوض مع الزعماء الأفارقة لمنح بلدانهم الاستقلال بشكل جماعي بهدف التفرغ لحشد أكبر عدد ممكن من قواتها , و زج كل ثقلها العسكري و السياسي و الدولي للقضاء على الثورة , على اعتبار أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا كما زعمت , فما كان من المناضلين الجزائريين أن شددوا من هجماتهم و صمودهم معتمدين على حيوية الشعب الجزائري و تضحياته و على دعم الأشقاء العرب و كان في مقدمتهم سورية و مصر أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , و أسفرت بالنتيجة عن الانتصار و الاستقلال يوم 5 تموز عام 1962, بعد ثماني سنوات من المعارك الضارية , قدم خلالها الشعب الجزائري الكثير من التضحيات , بلغت المليون ونصف المليون شهيد , وتولى رئاسة الحكومة أحد قادة الثورة البارزين المناضل الكبير أحمد بن بلا , ثم انتخب رئيساً للجمهورية , و بدأ يخطو بالبلاد نحو التعريب و التأميم , و خارجياً على دعم حركات التحرر الوطني , و بعد إطاحته بانقلاب عسكري عام 1965, قاده هواري بومدين , واصلت الجزائر في عهد الرئيس بومدين السياسة ذاتها , و عند اندلاع حرب تشرين التحريرية عام 1973, قدم الرئيس هواري بومدين شتى أنواع الدعم العسكري و السياسي و المادي و الدبلوماسي لدول المواجهة , و اشترك مع القائد الخالد حافظ الأسد في تشكيل جبهة الصمود و التصدي ضد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للكيان الصهيوني , بهدف المحافظة على الثوابت العربية و التمسك بالأرض حتى التحرير , وبعد وفاة بومدين أواخر عام 1978, و تولي الرئيس الشاذلي بن جديد السلطة , بدأت الأمور تتجه نحو الانزلاق بسبب افتقاد الرئيس الجديد إلى الحنكة السياسية التي تميز بها أسلافه إلى أن تفجرت الأوضاع في اوائل التسعينات و أدت إلى نشوب الأزمة العميقة و التي سببت بمقتل ما بين 150 – 200 ألف شخص , و لا تزال البلاد تعاني من ذيول تلك الفترة العصيبة على الرغم من محاولات الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بو تفليقة من حل الأزمة عن طريق قانون الوئام المدني الذي طرحه عام 1999, فهل تعود الجزائر إلى سابق عهدها و مبادئها التي قامت ثورتها على أساسها , أم أنها ستبقى رهينة الانعزال تعاني كما هي الآن من الاضطرابات و الأزمات الداخلية بدون أن تستطيع أن تنهض لدعم أشقائها الفلسطينيين , كونها عانت الظلم ذاته , و عاشت ويلات الاستعمار عينها ؟ . : في ذكرى الثورة .. الجزائر بين الأمس و اليوم المصدر : منتديات التابعين مع تحيات الكاتب: عبد الحميد دشو | منتديات التابعين,, توقيع : عبد الحميد دشو | |
|
|
2013-04-07, 23:05
